السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. فضيلة الشيخ / ناصر العمر حفظه الله..
أود استشارتكم في شيء أخذ من وقتي الكثير بل أخذ كل وقتي.
وهو أنني- ولله الحمد- مشرف على حلقات قرآن ومجموعة شباب بالمرحلة المتوسطة والثانوية، وفي الواقع أن هذا العمل يأخذ كل وقتي...
وسؤالي يا فضيلة الشيخ هل الأفضل أن أتفرغ لطلب العلم وللتحصيل العلمي أم أن أستمر على وضعي هذا..؟
علما بأنه من الصعب التوفيق بينهما! والله ولي التوفيق..
الجواب:
وعليك السلام ورحمة الله وبركاته أخي الكريم استمر على عملك وأبدع فيه وسدد وقارب، والهدف دخول الجنة فابحث عن الوسيلة المناسبة لك الملائمة لطبيعتك وقدراتك، وللعلم أهله لأنه من فروض الكفايات قال الله سبحانه: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [التوبة: 122]، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا جاءه الرجل وأسلم وتعلم بعض العلم أرسله إلى قومه داعيًا ومنذرًا، ولم يأمره بالبقاء ليطلب العلم؛ لأن غيره يقوم بذلك كأبي هريرة وغيره من الصحابة الملازمين للنبي صلى الله عليه وسلم، وتجد الصحابة كل في مجاله وتخصصه فذاك في طلب العلم والآخر في القضاء وثالث في الغزوات والمعارك ولم يأمرهم الرسول كلهم بطلب العلم وترك الثغور. ولا يعني ذلك ترك الفروض والأركان، والجهل بأساسيات العلم بسبب الانشغال بغيرها.
الكاتب: د. ناصر بن سليمان العمر.
المصدر: موقع المسلم.